" إذا اردت أن تكون خليفة الله على
الأرض حقا , فما عليك ألا أن تكون مبدعا "و " إن تاريخ العالم ليس إلا
سيرة الرجال العظماء "
توماس كارايل
انا هنا لا اريد التحدث
عن الشخص البالغ او حتى المراهق في تطويره للمجتمع بل اتحدث عن الاطفال في دورهم
بالمجتمع و انطلاقا من القول السائد " من شب على شئ شاب عليه
" .
في المنزل نرى الاطفال
يلعبون بعصي المكنسة كانها سيارات او طيارات او نراهم يمثلون وكأنهم يركبون القطار
وهناك قائد للقطار اما في الروضة نراهم يمثلون دور رب الاسره او دور مزارع او نجار
وغيرها من الادوار الكثيرة في كلا المكانين .. لكن هل تبصرنا وفكرنا قليلا في
اهمية هذه المرحلة من حياة الطفل .. مرحلة التخيل ولعب الادوار
!!
قد يظن البعض ان ربط الطفل
بمهنه محدده او دور محدد في المجتمع امر تافهه او قد يرا ان تعلق طفله بشيء معين
هو مرحلة وقتيه وتمر ..
أن لا اختلف عن اصحاب
النظره الثانيه حيث ان اهتمام الطفل بشيء قد يدوم فتره محدده ولكن هذا الاهتمام
اعطاه فكره عن هذا الشيء او استعداد لهذا الشيء مثلا عندما يمثل الطفل دور طبيب
وان الطبيب يجري عمليات جراحية وكيف ان المريض قد تزداد حالته سوء نتيجة الاخطاء
الطبية يعطيه فكره عن مدى اهمية دور الطبيب بالمجتمع وعندما يأخذ هذه الفكرة قد
يضعها في عقلة من ضمن الخيارات التي قد تتاح له بالمستقبل وكيف انه مسئول عن
حياة مرضاه .
سيقول الكثير ممن يقرا
هذا المقال انه شيء معروف لكن هل فكر قليلا قليلا فقط بدوره هو كبالغ في الفكرة
التي سيأخذها الطفل او التي تنتج في عقلة نتيجة لعبه !!
ما هو دورك ايتها الام
في اعطاء طفل دور في المجتمع ؟؟ ماهو دورك ايها الاب في ذلك ؟؟ وأنتي ايتها
المعلمة ماذا باستطاعتك ان تقدمي لهذا الطفل كي يأخذ الفكره الصحيحة ليبني
مستقبله ويفيد مجتمعه ؟؟
نحن وللأسف في مجتمعنا
السعودي نعاني كثيرا من التكرار اغلب المهن لدينا محصورة في التعليم لا اقول انه
لا يوجد مهن اخرى لكن الاغلب يفضل التعليم لماذا ؟!!
لأنه كل النماذج التي
قدمت امامه بشكل صحيح هي التعليم فهو يأخذها من ابيه أو امه أو معلمته فهو يرى امه
في تذهب للمكتبة لشراء حاجيات المدرسه ويرى اباه وهو يصحح اوراق الاختبارات , يرى
ما تقدمة له معلمته في الروضة والمجهود اللذي تبذله في ذلك فهو اذا اخذ فكرة صحيحة
عن التعليم وهي الفكرة التي رسخت في عقلة وظلت خيارا مخفيا داخل عقلة
.
ولا انكر انه قد تكون
الخيارات المتاحة امامه في مستقبله قليله فلا يجد سوى مهنة التدريس ...لكن لنتوقف
قليلا لماذا هذه الخيارات قليلة ؟؟ّ!!
فهناك جامعات لطب وأخرى
للهندسة وثالثه لزراعه و الفلك و التكنولوجيا...الخ يستطيعون دخولها لكن متى تكون
الخيارات قليلة عندما تكون النتيجة التي حصل عليها في حياته الدراسية التي دامت 12
سنة لا تفتح امامه سوى ابواب قليلة !!!
لماذا تقديراته جاءت
بهذا السوء اللذي دمر مستقبله ودمر دوره في المجتمع ؟!
لأنه ومنذ صغره في فترت
لمفهوم الحياة والعمل لم يعرف انه من جد وجد ومن زرع حصد, لم يكن لدية ذلك الطموح
اللذي يحفزه على الاجتهاد كي يصل الى مراده .
في بداية المقال ضربت
مثلا عن الطبيب لذا سأكمل بقية مقالتي عنه وهذا ينطبق على باقي الادوار في المجتمع
....
كل طفل يمر في مرحلة
تمثيل دور الطبيب فلو ان كل ام او اب لعب مع طفلة دور الطبيب وقراء له قصص عنه او شاهد
معه فيديو مسجل عن الطب لكان لهذا الاثر البالغ في نفس الطفل كذلك عند زيارة الطفل
لطبيب لو ان الطبيب جعل الطفل يتفحص ادواته كي يطمأن له ويعرف انها لا تؤذي لكان
لهذا اثر بالغ في نفس الطفل وأيضا معلمة الروضة لها تأثير كبير على الطفل مواز
لتأثير والديه لو انها حرصت على اعطاء الطفل بعدا عميقا لعمل الطبيب ليس مجرد لعب
بلا هدف او لعب اجوف لأكسب هذا الطفل معنى مهم لدور من ادوار المجتمع التي بإمكانه
تمثيلها .ولربما اكسبته الطموح اللذي يحتاجه .
ان اتمنى لو كان في جميع
المستويات الدراسية التي يمر فيها الطفل وفي كل عام يتم تذكير الطفل بما يريد أن
يكون عليه في المستقبل ويعرف كم من المهم ان يجتهد في دراسته من اجل تحقيق حلمه
وطموحة لكان لهذا دافع في تحقيق ذلك .
قد نجد تقلب في اراء
الطفل وهذا شيء طبيعي لكن المهم ان يضع له طموح محددا ودور مهم في الحياة
.
العنود الخالدي .
0 التعليقات:
إرسال تعليق